mizo_hmamm Admin
190 نقاط : 1353436 السٌّمعَة : 0 10/01/1994 تاريخ التسجيل : 11/06/2010 العمر : 30 الموقع : HiMoZ.YOo7.CoM كلية الدرسات الاسلاميه باسوان المزاج : المدير
| موضوع: أي جيل ستقوم عليه هذه الأمة ؟ الجمعة أكتوبر 12, 2012 4:51 am | |
| رسالة إلى كل أب و أم إلى كل عائلة إلى المجتمع أجمع
يقول سبحانه وتعالى في كتابهِ الكريم : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ.. "سورة آل عمران "آية 110.
عَنْ أنس قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أَكْرِمُوا أَوْلادَكُمْ ، وأَحْسِنُوا آدَابَهُمْ "
واللهِ ما كتبتُ هذا المقال , إلآ من حسرة وألم على ما رأيت من واقعً أخجل منه , ومن أفعال لا يرضاها الأكرمين ولا يصمتُ عنها كثيرون من الأجمعين , ومن هنا فإنني سأرسل هذه الكلمات لكل عائلة , ولكل أب وأم على أن يعلموا بأن هؤلاء الأبناء هم أمانة في أعناقهم قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال:27-28]. وأنهم محاسبين على سلوكهم وعلى تعليمهم الحسن ومعاملتهم بالتربية الإسلامية المستقيمة القويمة الحق , ولأنهم كذلك مسؤولين أمام الله في هذه الرعية سيُسألون عن رعايتهم لهم إن أحسنوا أو أساءوا لقول ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ قال «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» رواه البخاري ومسلم .
لستُ في موقف الراشد العالم , ولستُ في موقف الكامل الفاضل , ولكنني مثلي مثل أي مسلم ومواطن يبحث عن جيل يرتقي فوق كل الأمم , يبحث عن جيل يرسّخ للعالم أجمع عن أخلاقه وصفاتهِ وتاريخه , وحتى عن قول رسوله الكريم عليه صلوات ربي وتسليمه (( إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق)) أين نحن من كل هذا ؟ < التربية وحسن السلوك لهؤلاء الأبناء ينبغي أن يسير وفق مسارات صحيحة من قِبل العائلة والأهل , ولابد على الوالدين أن يربونهم على الحسنى وعلى خير نشأة , لأنهم ثمار مستقبلنا ومن ستقوم عليه هذه الأمة وإن لم يكونوا قادرين ذلك , إذاً لم ينجبوا ؟
إليكم هذا الموقف : كنتُ في إحدى الأسواق التجارية للمواد الغذائية في ليلة الأمس , وتفاجأت بمنظراً مهول أول مرة أراهُ بأم عيني وأمامي , عندما قام بعض الفتية اليفّع الذين لم تتجاوز أعمارهم واللهِ العاشرة , عندما قاموا ينهالون بالضرب المبرح على وافد أجنبي مسلم ليس من جنسهم , ولكنهُ أخاهم في الإسلام , فـ وقفتُ مستغرباً متعجباً أي تعاليم وتربية لا تحرص على تعليم مثل هؤلاء الفتية مبدأ إحترام الآخر وحتى إن كان من غير بلدك أو عرقك أو جنسك , واللهِ ما صبرتُ حتى حدثتهم فأسمعوني حديثاً عن هذا الوافد وكأنهم يبغضونه كل البغض ولا يحبذون النظر إليه , والسبب أنه ضعيف قوم ذل وذل وذل , وقفت أمام ذلك الشخص الإنسان الكبير في العمر وأنا أشعرُ بذلك الألم الذي يشعرُ بهِ من غربة يعايشها , ومن فراق الأهل والإحباء , ومن عدم إحترام لشخصه مع أنهُ أحد أبناء هذه الأمة المسلمة.
أعزائي الأبناء لا ألومكم إن كنتم لستم على طريقة حسنى في التربية , ولكنني ألوم كل من شارك في زرع ثمرتكم ولم يحسن سقايتها وإنباتها النبات الحسن , وإن صورة المجتمعات هم شبابها وفتيانها الذين سيعملون للرفع من راية هذه الأمة في جميع الميادين , وتربية هؤلاء الفتية هي من صلاح المجتمعات ومن إصلاحها وتنقيتها إحسان النقاء , وجمال الإحسان أن نقويهم ونقومهم على سيرة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام وكيف كانت طريقة تعاملهِ مع الآخر ؟ < وأن نجاهد النفس على منح كل هؤلاء الفتية العمل الحسن الذي ينشأهم بطريقة حسنى تبنى عليها أجيال قادمة سيتّبعون ما يبتعهُ أجدادهم السابقين , ويا الله عندما أتحدث عن تاريخ أجدادٍ كانوا أهلً للتعامل الحسن والسلوك المستقيم في المعاملة والإحسان للغير.
الإهمال والتسيّب الملحوظ من قبل بعض الآباء والأمهات دليلٌ على جهلهم أوإنشغالهم عن أبنائهم ولعدم وضع تربيتهم كجزءً من عملهم وضروريات حياتهم، أو حتى ساءت أخلاقهم و زاد عصيانهم. والواجب هنا على الآباء حسن رعاية الأبناء وتربيتهم وتعليمهم التعليم الصحيح . وإن لصلاح الأبوين صلاح للأبناء في غالب الأمر كما ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره عند الآية الكريمة {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} . (من كتاب تفسير ابن كثير).
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا __عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً __وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
ابو العلاء المعري
أتذكرُ قصة قد قرأتها من قديم الزمان كان لرجل أربع أبناء أراد أن يعلمهم درس رائع فى الحياة وهو ألآ يحكموا على الامور بسرعة و لا تكن نظرتهم سطحية , لذلك أرسلهم الى مكان بعيد حيث توجد شجرة كبيرة و طلب من كل منهم أن يصف الشجرة له فذهب: الابن الأكبر في فصل الشتاء.. وذهب الثاني فى الربيع.. والثالث في الصيف.. والأصغر في الخريف.. عندما عادوا من رحلتهم البعيدة جمعهم معا و طلب من كل منهم ان يصف ما رأه. فقال الاول : أن الشجرة كانت قبيحة و جافة. بينما قال الثاني : إنها كانت مورقة و خضراء. و تعجب الأبن الثالث قائلاً : إنها مغطاة بورود ذات رائحة جميلة و تبدو غاية فى الروعة و الجمال. وأنهى الأبن الأصغر الكلام معلقاً : إنها كانت مليئة بالثمار والحياة.
فشرح الأب مفسراً كلامهم جميعاً , بأنهُ صحيح لأن لكل منهم ذهب فى موسم مختلف , لذلك لا يجب ان تحكم على شجرة أو الشخص فى موسم او موقف بعينه , أو اذا أستسلمت فى وقت الشتاء فستخسر كل جمال الربيع والاحساس الرائع فى الصيف و الحياة المثمرة التي تكون في الخريف.
مبادئ التعليم في الأبناء من أيدي آبائهم تكون واضحة على سيماهم , لأن الولد ثمرة والثمرة ما تنتجه الشجرة والشجرة هي تلك العائلة وما تقوم بإنتاجه من أبناء صالحين لدينهم ووطنهم وأهلهم وإخوانهم عامة من المسلمين.
و أسأل الله الكريم رب العرش العظيم في ختام هذا البيان لي ولكم التوفيق والسداد والصلاح وأن يصلح بنا ويجعلنا وإياكم صالحين مصلحين ويقر أعيننا بصلاح أولادنا أجمعين ويجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. < اللهم آمين .
رؤية كاتب
إنما تقوم الأمم والشعوب على حسن المعاملة والسلوك , فإن كان المحيط الداخلي للمجتمع وهو العائلة لا يقوم بأي عمل إتجاه هذه المهمة فأي جيلً ستقوم عليه هذه الأمة ؟
ولكم أجمل وأرقى التحايا ...
| |
|